• افتُتحت الخطبة كالعادة بحمد الله والثناء عليه وتلاوة ما تيسر من القرآن
• ثم قال الشيخ : - حفظه الله-
• إن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يستحق أن يخشى ويرجى فبِيده مفاتيح الخير كله وقد أثنى على نفسه بالحق فقال : " ألا إلى الله تصير الامور " وهو الذي " يُمسك السماوات والارض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا ".
• ولذلك ؛فإن نذارة اوليائه الذين عرفوه وقدسوه وأثنوا عليه بما هو أهله مليئة بذلك :
• فإبراهيم عليه السلام قال لقومه : " فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون وإن تُكذبوا فقد كَذّب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين ".
• وقال نوح لقومه :" فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمرُكم عليكم غُمة ثم اقضوا إليّ ولا تُنظِرون ".
• وقال موسى لقومه عند ما قالوا: " إنا لمدركون قال كلاّ إن مع ربي سيهدين ".
• وقال محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون معه لنعيم ابن مسعود لما قال لهم : " إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل " الآية.
• فكل من دون الله لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، وقد أصدر الله بيانا عالميا للناس كلهم فقال : "يا أيها الناس ضُرِب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له " الآية.
• ومن عرف الله كذلك رجاه فإنه الذي ينعم على الانسان قبل المسألة ويلهمه المسألة ويجيبه إذا دعاه قال تعالى " واسألوا الله من فضله ".
• وقد تعهد الله لمن آمن به وعمل صالحا أن يحييه حياة طيبة .
• ومن عرف الله واستحضر عظمة الخالق، وعرف المخلوق وضعفه لم يخف إلا الله وأنزل المخلوق حينئذ منزلته من الضعف والعرضة لأقدار الله وأخذه.
• إن المذلة للمخلوق هوان ما بعده هوان وإنها منافية للخوف من الله تعالى؛ فلا يجتمع خوفان في قلب امرئ : الخوف من الله والخوف من المخلوقين .
• شرف هذه الامة بالتوحيد واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .
• وقد حدد الله أهل العزة فقال : " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ".
• وحدد أهل النصر والولاية فقال : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " .
• في هذه الظروف التي يتراجع فيها الخير يصاب بعض الناس باليأس وينحني المرتابون، فنحتاج إلى تذكُّر عزة المسلم وكرامته وأيام الله في السابقين.
• أعظم ما في الجنة من النعيم رؤية الباري جل جلاله وهي من نصيب أهل العزة والايمان الساجدين بين يدي الله المعظمين لحرماته وشرعه .
• وأبلغ ما في النار من المذلة والهوان أن الله لا يكلمهم ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.
• فاستعدوا لخير المصيرين واعملوا له .
• الدعاء.
• تابعوا النص الكامل للخطبة نفعنا الله وإياكم بما نسمع.