خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ محمد الحسن ولد الددو، تحت عنوان: "للإنسان وظيفتان". بتاريخ: 14/10/2016. وقد جاء فيها:
• الله تعالى غني عن عباده وعن ما آتاهم ولو شاء ما خلقهم، وهو المتصف بالحكمة البالغة.
• قصد الله تعالى من خلقه للناس حكمتين عظيمتين، ووظيفتين مهمتين.
• أولى الحكمتين وأولى الوظيفتين مشتركة بين الإنس والجن وهي تحقيق العبادة لله تعالى.
• الحكمة الأولى لا يمكن أن يتجاوزها الإنسان إلى ما فوقها حتى يتقنها، فلا يمكن للإنسان أن يكون من أولياء الله تعالى القائمين بالقسط في أرض الله إلا إذا كان عابدا لله مؤديا لحقوقه قائما بواجباته تاركا لمناهيه، ومن لم يكن كذلك ففي بنائه فجوة لا يمكنه البناء عليها، وربما يبنى عليه بناء طويل لكنه ينهدم، لأنه بني على شفا جرف هار، لذلك لا بد من تحقيق العبادة لله تعالى باجتناب النواهي وامتثال الأوامر والحرص على حدود الله تعالى وعدم تعديها.
• لا بد من الوصول إلى الوظيفة العليا والمهمة القصوى لهذا الجنس البشري وهي مختصة بالإنس دون من سواهم، وهي القيام لله بالقسط في أرض الله تعالى، وهي تحقيق الاستخلاف.
• قيض الله تعالى للبشر وسائل نقل وظيفة الاستخلاف والقيام بها على أحسن الوجوه فيتناقلها الأجيال.
• الأنبياء المرسلون عليهم السلام جعلهم الله تعالى قدوة وأسوة وعصمهم من المخالفة في الوظيفة الأولى ووفقهم للقيام بالثانية.
• رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأسوة والقدوة الصالحة لكل من أراد أن يعامل الله جل جلاله معاملة رابحة كل من أراد الفوز في هذه الدار برضوان الله تعالى وفي آخرته بجناته لا بد أن يسلك طريق النبي صلى الله عليه وسلم.
• كان عمر النبي صلى الله عليه وسلم مخصوصا بالقيام لله تعالى بالحجة على عباده وأداء حقوقه والدعوة إلى سبيله وإقامة حجته وإنارة محجته، وقد نجح في الامتحان الذي امتحن به.
• لا يمكن للإنسان أن يكمل اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ويسلك طريقه إلا إذا دعا إلى ما دعا إليه وبذل في ذلك كل جهوده.
• إن الله تعالى أخذ على كل المؤمنين بالنبي صلى الله عليه وسلم بيعة أكدها في التوراة والإنجيل والقرءان بنصرة هذا الدين وجعل مقابلها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
• البيعة مع الله تعالى شاملة لحياة الإنسان كلها.
• الناس في بيعتهم مع الله تعالى ينقسمون إلى قسمين: ـ صادقين، ـ ومنافقين.
• النفاق العملي هو الذي علق عذاب صاحبه بالمشيئة، وليس النفاق العقدي.
• النفاق ينقسم إلى قسمين: ـ النفاق العقدي وهو أن يظهر الإنسان الإسلام ويبطن الكفر وأصحابه في الدرك الأسفل من النار، ـ النفاق العملي وهو عدم وفاء صاحبه لله ببيعته كحال جمهور الناس.
• الناس في البيعة قسمان: ـ بائع نفسه فمعتقها من عذاب الله وسخطه، وألئك لا يضرهم شيء حتى لو قتلوا ومثل بهم كما حصل لشهداء أحد، فإنهم قد أحسنوا البيعة مع الله تعالى. ـ الذين لم يفوا لله ببيعته لن يحصلوا على رضى الله سبحانه وتعالى "واستغنى الله والله غني حميد"، ووكلهم إلى أنفسهم واجتهادهم واختيارهم، ولن يختاروا ما فيه الخير لأن من أعرض الله عنه لا يمكن أن يهدى ولا أن يعرف طريقه، بل يبقى يعمه ويتحير في هذه الدار، وفي الدار الآخرة يندم حين لا ينفع الندم.
• هذا الوقت الذي نحن فيه وقت الفتن فينبغي الاجتهاد فيه فقد ألمت بالأمة الإسلامية الملمات وكثرت جروحها النازفة، فاحتاج الناس إلى مراجعة علاقتهم بالله تعالى لينصرهم ويرفع عنهم البلاء، ومراجعة علاقتهم بعباد الله تعالى ليقوموا لله بنصرة المستضعفين، الذين أمر الله تعالى بنصرتهم.
• الذي يخيله الشيطان للإنسان من الأعذار سيزول كله يوم القيامة.
• الله تعالى أقام على الناس الحجة بهذا الوحي الذي هو حبل الله المتين وصراطه المستقيم.
• في هذا الوقت الذي تحتاجنا فيه الأمة لا بد أن نقوم لله تعالى بالحق بما نستطيع ونقف موقفا مشرفا يمكن أن نجده في ميزان حسناتنا.
الدعاء.