تناول فضيلة الشيخ عالي ولد يسلم في خطبة الجمعة بتاريخ :27-09-2013 بجامع أسامة مركز تكوين العلماء "وجوب تحمل الأمانة " * بدأ الامام خطبته بحمد لله تعالى و الثناء عليه محذرا من خيانة الأمانة و تضييعها.
إنا عرضنا الامانة على السموات و الارض و الجبال فأبين أن يحملنها و حملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا
هذه الامانة التي عرضت على السموات و الارض و الجبال فأبين أن يحملنها و تحملها الإنسان
هذه الامانة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى على تحملها و حث القرءان الكريم عليها و حث الرسول على تحملها فقد قال الله تعالى يايها الذين ءامنوا لا تخونوا الله و الرسول و تخونوا أمانتكم و أنتم تعلمون وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في كثير من الاحاديث التي حث فيها على تحمل الامانة كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته وقد بين أيضا النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ما من رجل استرعاه الله رعية ثم يموت يوم يموت و هو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة
هذه الامانة التي حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم من تضييعها وحذرنا الله سبحانه وتعالى من خيانتها وحث عليها القرءان في كثير من الآيات و حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم
هذه هي الامانة و الامانة في كل شيء ونحن في هذه الايام على أبواب افتتاح السنة الدراسية فالامانة الكبرى التي تنتظرنا هي أمانة التعليم ينبغي أن نتحمل المسؤولية أمام الله عز و جل و أن نتق الله سبحانه و تعالى في هذه المسؤولية التي هي من أكبر المسؤوليات لأن هذه الأمة أمة العلم ، أمة إقرأ هذه أمة العلم التي ينبغي أن تعتني بالعلم و أن تنتبه إلى أن أكبر أماناتها و أعظمها عند الله عز وجل هي العلم
لذلك أيها الأخوة الكرام لا بد من أن نتحمل جميعا المسؤولية في التعليم فالأمم التي لا تجتهد و لا تهتم بالتعليم أمم تعيش هامشية في الحياة لا دور لها
فالعلم هو الذي ترفع به الأمم و تبنى به الأمم وتتميز به الأمم وهو الذي فضل الله عز وجل به الأنسان فينبغي أن نهتم بالتعليم و أن يهتم به كل مسؤول من مكانه من وزارة إلى الإدرات إلى المفتشين إلى المعلمين أن يهتم كل واحد بمسؤوليته . فالمعلمون هم المخاطب الأول بكل ذلك عليهم أن يتقوا الله عز وجل في التعليم و أن يعلموا أن التعليم مسؤولية كبيرة و أنهم مسؤولون عن تربية الأبناء وصياغة عقولهم وتربيتهم
فبعضهم المعلمون لا يدرسون من السنة إلا قليلا و إذا ذهب إلى البوادي و القرى افتتح السنة الدراسية ثم رجع وتراه كأنه لا يعلم أن عليه أمانة من الله تعالى يسأل عن المفتش هل سيحضر قريبا هل سيزور المدرسة قريبا ولا يعلم أن هناك مفتش آخر ومسؤول آخر يراقبه هو الله سبحانه و تعالى و لا يتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما من رجل استرعاه الله رعية ثم يموت يوم يموت و هو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة
فترى جيلا من الطلاب يخرجون من مستوى إلى مستوى آخر ومن فصل إلى فصل آخر و مستوياتهم ثابتة لم تتغير
لأنه لا يوجد هنالك من يعتني بمستوياتهم و لا من يعتني بدراستهم و في آخر السنة ترى أغلبهم ناجحا وهو أصلا لم يدرس إلا القليل
هذه هي خيانة الأمانة، فعلى المعلم أن ينتبه لأمانته و مسؤوليته وليعلم أن أمانته كبيرة لأنه هو المربي وهو المعلم ومسؤول غدا بين يدي الله سبحانه و تعالى عن تعليم طلابه و عن تربية طلابه و عن أخلاق طلابه و على المفتش أن يعلم أنه مسؤول بين يدي الله سبحانه و تعالى عن المحاباة و عن المحسوبية التي يتعامل بها مع المعلمين في جميع الاحوال في التحويلات و في المتابعات و في غير ذلك من الأمور و على الإدارات الجهوية أن تعلم أنها مسؤولة أمام الله سبحانه و تعالى عن التعليم و كذلك الوزارة و كذك يجب أن يعتنى بالمعلمين و أن يحسن من ظروفهم حتى يتفرغوا للتعليم و حتى تكون مدراسنا و تعليمنا تعليما ناجحا و إلا فسنظل نعيش في هذه الفوضى التي يتضرر منها أبناءنا و أجيالنا القادمة و الاجيال القادمة هي صمام الامان لهذه الامة؛
أيها الأخوة الكرام إن التخلي عن هذه الأمانة و التخلي عن هذه المسؤولية و عدم التنبيه عليها و عدم متابعتها من الامور التي يهلك الله عز و جل بها الأمم لأن الأمم يهلكها الله عز وجل إذا تركت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتخلت عن مسؤولياتها ولم يكن هنالك آمر لا متابع و لا محاسب و الله عز وجل يقول " لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون . "
وكذلك أيها الأخوة الكرام لا بد للطلاب أن يتحملوا الأمانة و أن يعلموا أن لديهم أمانة كبيرة هي أمانة طاقاتهم و أمانة أوقاتهم فينبغي أن يستغلوا هذه الأوقات و أن يستغلوا الطاقات التي منحهم الله تعالى و أن ينشغلوا في طلب العلم و أن يجدوا في ذلك لأنهم فرغوا في ذلك فصار وقتهم أمانة مسؤولين عنها أمام الله سبحانه و تعالى
فينبغي أن نتعاون جميعا على هذه التعليم و نعلم أنه من أكبر الأمانات خاصة و نحن في بداية هذه السنة الدراسية فينبغي أن يقول الكل بمسؤوليته و أن يتابع من قصر و يعاقب
بهذا تنهض الأمم و بهذا تبنى الأمم و بالفوضى و التقصير والتلاعب بالتعليم تظل الأمم ضعيفة محتاجة إلى غيرها لا يمكن أبدا أن تقوم بنفسها
الخطبة الثانية
بعد حمد لله تعلى و الثناء عليه
لا زلنا في الأمانة و الأمانة عظيمة عند الله سبحانه وهو تعالى ومجالاتها كثيرة متعددة و متنوعة وخيانتها عظيمة عند الله وتضييعها و التفريط بها كذلك و الامانات كما قلت متعددة كثيرة ومن هذه الامانات "المسؤولية " تحمل المسؤولية اتجاه من حملك الله سبحانه وهو تعالى مسؤوليته من الضعفاء و الفقراء و المحتاجين الذين تتحمل مسؤولياتهم أمام الله عز وجل ومن هؤلاء أوليك الضعفاء المحتاجين الذين نراهم في هذه الأيام تطوقهم المياه الراكدة التي لا يستطيع الشخص أن يتحمل رائحتها وربما مررت بالأبواب المغلقة التي تحاصرها المياه و أهلها لا مكان لهم سوى ذلك المكان يخرجون يوميا و يدخلون و أطفالهم يعبرون تلك المياه فهذا يهدد صحتهم كما يهدد هذه الأحياء و لربما لا قدر الله تتعرض لأمراض وبائية إذا لم يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم أمام الله عز وجل، فاتقوا الله و تحملوا مسؤولياتكم و علينا جميعا أن نتحمل مسؤولياتنا اتجاه هؤلاء فمن كان لديه ما يستطيع أن يقوم به لهذه الأسر المحاصرة في هذه الأيام التي إذا مر الشخص بجانبها لا يستطيع تحمل رائحة المياه الراكدة التي تتجمع فيها القمامات و الأوساخ و لربما يكون هنالك مسؤول عن هذا يسكن في أحياء أخرى لا يجد هذه الروائح و لا يتذكر أنه مسؤول غدا بين يدي الله سبحانه و تعال و إذا كان عمر بن الخطاب يقول " لو أن بغلة عثرت في العراق لسألني الله عنها يوم القيامة فيقول يا عمر لم لم تمهد لها الطريق" و نحن اليوم نخشى أن نسأل عن أشخاص رجال و نساء و أطفال لماذا لم تفتح لهم الطريق و تزال عنهم هذه العزلة وهذه المياه الراكدة التي تهدد حياتهم و تهدد صحتهم و تهدد كل شيء بالنسبة لهم فهذه مسؤولية عظيمة و هذا أمر خطير ينبغي أن ينتبه له و أن تتحمل المسؤولية أمام الله سبحانه وهو تعالى