ثمرات التقوى


خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ محفوظ ولد ابراهيم فال، تحت عنوان: "ثمرات التقوى"، جامع مركز تكوين العلماء، بتاريخ: 28/نوفمبر/2014م. وقد جاء فيها: • كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح خطبه الجامعة بآيات التقوى. • تقوى الله تبارك وتعالى جماع الخير في الدنيا والآخرة. • رتب الله تبارك وتعالى مطالب الدنيا على تقوى الله ومطالب الآخرة على تقوى الله، "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب". • ضرب الله لنا الأمثلة في كتابه على تخليصه لعباده المتقين من الكروب والهموم، ومن أصدق الأمثلة على ذلك قصة نبي الله يونس بن متى عليه السلام " وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيم فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " • إن في تقوى الله مخرجا من كل بلاء، وما يصيب الأفراد وما يصيب المجتمعات وما يصيب الأمم والدول من الشدائد خلاصها في تقوى الله تبارك وتعالى. • "ويرزقه من حيث لا يحتسب"، الرزق بابه الواسع تقوى الله تبارك وتعالى، هذا هو الضمان الاجتماعي الحقيقي، " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض"، " ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم ولأدخلناهم جنات النعيم ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون " • الآخرة دار المتقين، لا حظ فيها لغيرهم ولا نصيب فيها لسواهم. • أهل الآخرة لا هم لهم إلا هم الحسنات والسيئات، وقد رتب الله هذين الأمرين على التقوى فقال: " وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا". • أوصانا الله أولين وآخرين بالتقوى: "ولَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ". • إن تقوى الله تبارك وتعالى ليست ثوبا يلبسه الإنسان في مكان ويخلعه في مكان. • (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن). • يمكن أن تتخفى عن الناس لكن ربك جل جلاله يعلم ما توسوس به الصدور، " وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورأَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ". • من بلاء أهل النار يوم القيامة أنهم استخفوا بعلم الله واستهانوا بنظر الله فأوردهم ذلك الهلاك، "وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَٰكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ". • إن الله جل شأنه أعلى قدر التقوى حين جعله معيارا يزن به خلقه، وحين جعله معيارا يفاضل به بين خلقه، وحين جعله معيارا يقرب به أو يبعد، إن التقوى هي معيار الله " ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير". • علينا أن نعلم أن ما نزن به غير ما يزن الله به، فالله لن يزننا بمال ولا بحسب سيزننا بالتقوى. • الميزان الوحيد هو التقوى. • علينا أن نقدم أهل تقوى الله تبارك وتعالى وأن نحب أهل التقوى. • التقوى مهمتنا في هذه الحياة أن نكون من المتقين لننال بذلك خيري الدنيا والآخرة. • جعل الله معيته مع المتقين" إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ "، وجعل كفايته للمتقين "وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا". • فلنحاسب أنفسنا على تقوى الله تبارك وتعالى ولنحذر كل الحذر أن نضيع ما يرفعه الله تبارك وتعالى. • علينا أن نكون على معاملة الله أحرص من معاملة خلق الله. • إن الله تبارك وتعالى جعل التقوى تقوى القلوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (التقوى هاهنا التقوى هاهنا التقوا هاهنا)، وأشار إلى صدره ثلاثا. • جعل الله تبارك وتعالى كرامة الآخرة للمتقين " وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا ۗ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ". • علينا أن نكتسب تقوى الله في هذه الدنيا، وأن نتزود منه، "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى". • الدعاء.


آخر تحديث للموقع : السبت, 21 ديسمبر 2024 17:21