نظم مركز تكوين العلماء بموريتانيا مساء أمس السبت 15 ديسمبر 2012 دورة تكوينية حول مهارات وفن "الإيتيكيت"؛ مع الأستاذ إسلك ولد ابهاه؛ لصالح طلبة المركز من أجل إكسابهم المهارات اللازمة في مجال التواصل الاجتماعي وفنون التعامل مع الشخصيات المختلفة.
وقد قدم الأستاذ عرضا عن فن "الإتيكيت" الذي يعنى بإبراز تقنيات ومهارات التعامل الرفيع، حيث قدم تأصيلا شرعيا لـ "الاتكيت" موضحا المقصود بالمفهوم في مختلف المدارس التي تهتم بالموضوع إنكليزية أو أمريكية، ثم رصد التطور التاريخي لمفهوم "الاتكيت" واختلافها حسب العادات والبلدان وتغير الظروف والبيئة.
وشملت محاور الدورة المبادئ الأساسية للتواصل مع الآخرين والسلوكيات الفردية في مجال "الاتيكيت" الاجتماعي الذي يتطلب مهارات خاصة في التعامل مع الناس في الأماكن العامة وفنون المصافحة السليمة، مضيفا أن "الاتيكيت" فن وعلم يدرس في أكبر وأرقى بلدان العالم.
وأشار ولد ابهاه إلى ضرورة احترام عادات وتقاليد الدول الأخرى وثقافاتها، مع ضرورة التمسك بعادات وتقاليد المجتمع الموريتاني التي تعكس انطباعاً إيجابياً عن أفراده، مبرزا أهمية اللباقة في التعامل من حيث لغة الجسد وحسن استقبال الضيوف والتعامل مع الشخصيات بأدق التفاصيل، وغيرها من السلوكيات والمهارات التي تعكس الذوق الرفيع والمظهر العام للمضيف.
واستفاض الأستاذ في ذكر العديد من الأمثلة التي تقرب تقنيات "الاتكيت" من فهوم الطلاب، ساردا صورا عديدة لبعض التعاملات اليومية التي توصف بعدم اللباقة أو تبعث الآخر على عدم الارتياح، مؤكدا على ضرورة الفطنة لها وتجنبها من قبل نخبة مثل طلبة العلم اليوم علماء وقادة الغد.
وقد لاقت الدورة اهتماما من قبل الطلاب الذين أشادوا بالموضوع ، وتفاعلوا معه بشكل أبان عن حرص كبير على فنون التعامل الرفيع، حيث كان الأستاذ يوجه لهم بين الفينة والأخرى أسئلة حول بعض الجوانب التي يشرحها خلال تقديمه للعرض.
وفي نهاية الدورة أجاب فضيلة الأستاذ على تساؤلات واستشكالات الطلاب حول مختلف جوانب "الاتكيت" وكيفية الالتزام بالقواعد التي تعطي للآخر أحسن صورة عن المرء، وكسر الحواجز التي تحول دون التعامل اللبق والمسؤول بين الأفراد حتى يصير خلقا وسلوكا للجميع.
تأتي هذه الدورة في إطار حرص إدارة المركز على الرقي بالمستويات المعرفية والذوقية للطلاب؛ سبيلا إلى تخريج جيل متميز علميا وسلوكيا، وهو ما دأبت عليه إدارة المركز؛ حيث نظمت العديد من الدورات في مختلف المجالات والأصعدة للوصول لهذا الهدف.
|